الثلاثاء، 21 فبراير 2017

كيف تتعلم 11 لغة وكأنك Luca Lampariello؟

عتبر هذا المقال بمثابة دعوة للاستيقاظ لأولئك الذين لا يزالون يحلمون بتعلّم لغة أو أكثر، أو دعنا نقل إنه بمثابة حُجّة تدحض مبررات كثيرة لا أساس لها بأنك لا تستطيع تعلّم اللغة أو اللغات التي تتمنى تعلُّمها. ذلك الشاب البالغ من العمر 35 عامًا يخبرنا عن تجربته الشخصية في تعلّم 11 لغة وكيف وجد الحافز لذلك، وأين كان الدافع الدائم وراء الاستمرار في التعلُّم؟ وما هي الطرق والأساليب التي اتبعها ليحقق ذلك؟
حين يقابل الناس شخصًا يتحدّث العديد من اللغات بطلاقة؛ عادة ما يشعرون بالتعجّب أو دعنا نقل بشيء من الإعجاب العادي؛ ولكن إذا كان ذلك الشخص يتحدّث لغة ثالثة ورابعة وخامسة؛ حينها يشعرون بالحيرة وهم في قرارة أنفسهم يقولون إن هذا أمر بالغ الصعوبة. ولكن ماذا لو حدّثنا أحد هؤلاء الذين يثيرون الحيرة عن تجربتهم بأنفسهم؟
 شيء رائع بالطبع فقد سئمنا من يعطون نصائح عن تعلّم اللغات وهم لا يستطيعون تعلُّمها، أو ينقلون نصائح أخرى عن آخرين ويعطوننا خطوات في تنظير ممل!
دعنا من هؤلاء فلنستمع إلى «Luca Lampariello» الذي خاض تجربته في تعلم اللغات، حيث يعرض تجربته و نصائحه لكل لغة بشكل منفرد عن الأخرى. وقد لا تكون تجربته مناسبة للجميع، حيث لكلِ شخص ظروفه الخاصة، ولكنها تجربة تستحق أن نتعرّف عليها.
اسمي «Luca Lampariello» وأود هنا أن أحيد عن المسار التقليدي في أن أحدّثك عن الكيفية التي تعلّمت بها 11 لغة، والتركيز على «لماذا» تعلّمت هذه اللغات؟ أي خبير مُحنّك في تعليم اللغات سيخبرك أن الدافع هو حجر الأساس وبيت القصيد في تعلّم اللغات، إذًا أين أجد هذا الدافع وكيف يمكنني تعزيزه والحفاظ عليه؟
 إن تعلّم اللغة أمر أكبر بكثير من مجرد أكوام من الكتب وساعات من الدراسة، فقد حان وقت السفر ومقابلة أناس يلهمونك، تستمتع بأكلات مختلفة، وتعيش تجربة شخصية من اكتشاف ذاتك، ولقد قادتني دوافعي إلى تعلّم اللغات من خلال هذه التجارب والرحلات، وهذه التجارب هي التي جعلت تعلّم اللغات ممكنًا في المقام الأول.
أتّفق معك في أن تعلّم اللغات أمر رائع، ولكّني أتحّدى في كونه أمرًا صعبًا.

اللّغة الإنجليزية

لقد وجدت أن اللغة تحتاج إلى مرشد لا إلى مُدرِّس، كانت اللغة الإنجليزية بالفعل هي اللغة العالمية والإلزامية على الطلاب في معظم المدارس وأنا واحد منهم، وقد ناضلت واجتهدت في البداية لتعلّمها، ولكن المعلّم لم يعجبني، إلى جانب قواعد اللغة التي اختلطت وتداخلت ولم أستطع فهمها، وحتى المصادر التي كنا ندرس منها كانت روتينية ومملة حتى اعتقدت أنني لن أتعلّمها أبدًا!
كان عمري حينها 13 عامًا حين قرّر والداي الاعتماد على مُدرسة خاصة تُعلّمني وكانت حقًا مُعلّمة رائعة. ببساطة لم تكن تُدرس لي اللغة بل كانت تساعدني على استكشافها، أو أستطيع القول إنها أرشدتني إلى الطريق الصحيح لتعلّم الإنجليزية، والأهم من ذلك أنها علّمتني أن أحب اللغة.
بدأت بعدها في قراءة الكثير من الكتب بالإنجليزية، وقد شجّعتني عمّتي بأن أهدتني مجموعة Hardy Boys في عيد ميلادي، وبعدها لم أعد أنظر إلى الخلف مرة أخرى في طريقي لتعلّم الإنجليزية، واستمررت لمدة عامين في قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام بشكل يومي، والحديث مع معلّمتي مرة في الأسبوع، حتى أصبحت أتحدّث الإنجليزية بطلاقة حينما كان عمري 15 عامًا.
التعلُّم هو الكنز الذي سوف يتبع صاحبه في كل مكان.

اللغة الفرنسيّة

لقد بدأت تعلّم الفرنسية تقريبًا في نفس الوقت الذي كنت أتعلّم فيه الإنجليزية، وربما واجهت العديد من المشاكل بسبب ذلك، والتي تغيرت كلّيًا حين أصبح عمري 14 عامًا؛ وذلك عندما اكتشفت أنه عليَّ أن أشاهد قناة تلفزيونية فرنسية لأتمكّن من تعلّم اللغة، واستمررت في مشاهدة هذه القناة لمدة ساعتين يوميًا وذلك لمدة عامين كاملين، إلى أن أصبحت ببساطة أتحدّث الفرنسية بطلاقة.
ساعات قليلة من مشاهدة التلفزيون بشكل يومي كانت أفضل بكثير من دراسة الفرنسية لمدة 3 سنوات بالمدرسة؛ وبعدها في عام 2010 سافرت إلى باريس وعشت هناك 3 سنوات أكسبتني المزيد عن اللغة والثّقافة الفرنسية، وأدركت فخر الفرنسي بلغته واحترامه لها.
اللغة هي خارطة طريق الثقافة والحياة، والتي تخبرك من أين أتى الناس وإلى أين هم ذاهبون.

اللغة الألمانيّة

الدّرس الذي تعلّمته من تجربتي مع تعلّم اللغة الألمانية هو أنك إذا وجدت طريقة ما تحبها وتعطيك النتائج التي ترجوها؛ فقد وجدت طريقك لتعلّم اللغة بنفسك، وليس هناك طريقة قياسية أو طريقة نستطيع القول إنها الأفضل في التعلّم، فقط عليك أن تجد الطريقة الأكثر فعالية بالنسبة لك، وفوق كل هذا عليك أن تُجرِّب.
تعتبر اللغة الألمانية هي أول لغة بدأت أتعلّمها بنفسي تمامًا، ولا أذكر تحديدًا لماذا بدأت في خوض رحلتي مع الألمانية، ولكنني أتذكر جيدًا أنني لم تكن لدي أي فكرة عن كيفية تعلّم الألمانية.
 لقد قضيت شهرين كاملين في تعلّم القواعد الصعبة من أحد الكتب التي كانت في مكتبة جدتي، وقد أُصبت بخيبة أمل في النهاية. بعد ذلك شاهدت إعلانًا في التلفاز عن سلسلة لتعليم 4 لغات، وقررت أن أنطلق فيها، وقد توصّلت إلى طريقة خاصة لأتشرّب أساسيات أي لغة بشكل بسيط وممتع في الوقت نفسه.
ووجدتها طريقة مناسبة وفعّالة – وتقضي الطريقة التي يقصدها Luca والتي وضحها في تدوينة مُفصّلة على موقعه الشخصي بأنه يخصص كل يوم من ساعة إلى ساعتين بحد أقصى للاستماع إلى مقاطع صوتية صغيرة من اللغة التي يتعلّمها، ويستخرج منها تعبيرات مميزة ذات معنى.
ويقول إن هذه الطريقة تعطي نتائج جيدة جدًا على المدى الطويل، وأن التكرار على فترات يؤكدها لديك، وبعد تطبيق هذه الطريقة لمدّة عام ونصف تعرّفت على بعض الألمان حين كنت أقضي إجازة، ودائمًا أتذكر تعبيرات وجوههم حينما سألوني: كيف تتحدّث الألمانية بهذه الجودة – Wie kannst du so gut Deutsch؟ كان هذا التعبير وهذه الكلمات لإشعال شغفي لإتقان اللغة الألمانية، ومنذ هذه اللحظة بدأت في إشباع لغتي بالقراءة وأصبحت اللغة جزءًا لا يتجزّأ من حياتي.
تابع نصائح Luca وتجاربه مع بقية اللغات التي أتقنها في الجزء الثاني قريبًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

10 دورات مجانية لتعلم بايثون في عام 2019

في السنوات الأخيرة ، رأيت الكثير من الناس يتعلمون بيثون أكثر من أي لغة أخرى. يتعلم الكثير منهم بيثون لاستكشاف مكتبات Data Science ...